في تغطية خاصة لموقع "الفن" ، ضمن حلقة جديدة من برنامج "Six Nix" إستقبل الإعلامي نيكولا داغر الأب فريد صعب، المتخصص في مجال الإعلام، عبر إذاعة دلتا، وعنوان الحلقة "الإعلام سلطة.
. بين الحقيقة والتحديات".
أكد صعب أنه يجب على الإعلامي أن يعرف بأنه ليس موظفاً، بل هو رسول وصاحب مهنة ورسالة إجتماعية، إضافة الى هيكلية قيم تتبلور بشخصية الاعلامي ليخرق بـ"كريزمته" عقول وقلوب الناس.
وقال إن الكنيسة هي نفس هذا الشخص الاعلامي ولا يمكن أن تبقى الكنيسة في العصر القديم وهي بدأت الإنفتاح في مجال الاعلام والتواصل مع الناس، وأضاف صعب "الاعلامي هو رسول الحقيقة وعليه أن يكون متمرّساً بمهنته وعلى عاتقه مسؤولية إجتماعية، ولكن في النهاية الرب هو الذي يحاسب والمجتمع أيضاً عليه دور في المحاسبة".
كما أشار الى أن هناك سلطات عديدة معروفة..التشريعية والقضائية والكنسية وهي التي تسير الامور من اجل الخير العام، ولدينا أيضاً سلطتا المال والاعلام وهما أقوى سلطتين في المجتمع، "وأنا أرى لبنان من النظرة الايجابية في مجال الإعلام لأنه من أكثر البلدان تطوراً في هذا المجال، ويندرج في خانتين بين الاعلاميين المحترفين الذين يعتبرون الإعلام حياتهم وهناك أناس يصلون بالواسطة ويعتبرون الإعلام مجرد مهنة، وكل إنسان يضع نفسه في مكان "أي أعلامي أريد أن أكون"، والإعلامي مثل رجل الدين إذا انحاز يخسر رسالته الإجتماعية.
وإعتبر صعب أن "المعجزة هي أن نتحرر من كل الاسباب التي تجعل الانسان مع أخيه الانسان في النجاح ولا يعمل على محاربته ويحقق مصلحته الشخصية على حساب غيره، كما قال :"من حق الإعلامي التنافس على أغنية وعلى سبق صحفي، لكن من غير المسموح أن تُعتلى المنابر لغاية خاصة لمحاربة إعلامي آخر، فهذا بمثابة فشل ذريع، واللامع والشاطر مهما غاب يبقى وهجه ويترك بصمة إيجابية عند الناس.
وأكد صعب إيمانه بالمنافسة الشريفة.."أنا كرجل دين أو إعلامي لا يمكن أن أميّز بين الناس وحرب التدمير الاعلامي في لبنان أصبحت موضة وهذه قمة التجرد من القيم الانسانية".
وعبّر عن أسفه الشديد لما تتعرض له الكنيسة من تجنّ وهجوم غير مبرر، وقال :"الكنيسة مثل الأم تعطي من دون مقابل وتضحي، والمسيحي الحقيقي يحمي الكنيسة (إذا غلّطت) والكنيسة هي يسوع المسيح ولا يمكن أن تخضع لأي من هذه الأساليب ونحن مزيج مرتبط بكرامة واحدة هي يسوع المسيح والكل بيجي ويروح والكنيسة بضل، والكنيسة ليست سلطة رجال الدين فكل مسيحي معمّد هو الكنيسة".
وأشار صعب الى أن "الاعلامي الذي يتجرد من أخلاقه يتجرد من إنتمائه، لا وطن عنده ولا دين".
وتحدث صعب أيضاً عن تأثير الإنترنت والإعلام على العائلة في لبنان، حيث قال إن العائلة في لبنان تبقى كنزاً لا يمكن التفريط به، وليس المطلوب من الأهل القيام برقابة على أولادهم لأننا أصبحنا في عصر السرعة والتكنولوجيا للاسف أصبحت بديلة عن الحوار والتفاهم في العائلة.
وتابع صعب: لن نفقد هذا الكنز على الرغم من المشاكل والشوائب، وهناك تأثير سلبي وإيجابي لوسائل التواصل على العائلة والتباعد يكبر يوماً عن يوم بين الأهل وأولادهم، وعلينا أن نستفيد من التكنولوجيا في التقدم لا العودة الى الوراء، والأهل فقدوا (جلادة) التربية والفكرة هنا هي حماية العائلة.
وأضاف :"الدين والاعلام والسياسة سلطات كبيرة وهي سلطات لخدمة المجتمع وليس لهم الحق في أمر الناس بما يريدون، ولبنان لا يشبه بقية الدول والمسيحيين سيبقون في لبنان وهذه حقيقة وأتمنى أن يبدأ كل إنسان بتغيير نفسه لنبني دولة".